وظائف البروستاتا في جسم الإنسان

 وظيفة البروستاتا في جسم الإنسان

من الأشياء الطريفة أن وظائف البروستاتا في جسم الإنسان هي نفسها وظائف البروستاتا في جميع ذكور الحيوانات الثديية، فنجد أن غدة البروستاتا موجودة عند الكلب الذكر في نفس المكان، وتقريباً بنفس الصفة الفسيولوجية والتشريحية كما هي في جسم الإنسان.

كما أن البروستاتا تعتمد في نموها على الهرمونات الذكرية التي تفرزها الخصيتين وغدد فوق الكلى، ولذلك فإن استئصال الخصيتين قبل سن البلوغ يؤدي إلى ضمور البروستاتا وتوقف نموها تماماً وتبقى صغيرة الحجم عديمة الفائدة، لا تؤدي وظيفة ولا تفرز أي شيء.

البلازما المنوية

من أهم وظائف البروستاتا في جسم الإنسان هي إفراز السائل الذي نطلق عليه اسم البلازما المنوية، وعندما يحدث الجماع تنشط غدة البروستاتا نشاطاً قوياً ويندفع إليها الدم عن طريق الأوردة، فتفرز هذا السائل الذي يضاف إلى السائل المنوي الذي تفرزه الخصيتين والحويصلة المنوية ليختلطوا معاً، وعندما تقترب عملية الجماع من نهايتها ويصل الرجل إلى مرحلة الذروة تنقبض عضلات البروستاتا والحويصلة المنوية لتضغط على القنوات والغدد الصغيرة داخل البروستاتا فتعصرها وينتج عن ذلك إنزال السائل المنوي في مجرى البول حتى يستقر في مهبل المرأة.

مكونات إفراز البروستاتا

كما ذكرنا أن من وظائف البروستاتا في جسم الإنسان إفراز البلازما المنوية، وفي هذا العنصر نتعرف سوياً على مكونات هذا السائل الذي تفرزه البروستات.

المكون الرئيسي لهذا السائل هو الماء؛ ولذلك نجد أنه سائل شفاف يحتوي على مواد عضوية وكيماوية وأملاح البوتاسيوم والصوديوم والفوسفات.

ومن الصفات المميزة لإفراز البروستات أنه يحتوي على نسبة كبيرة من الزنك، ومن العجيب أن البروستاتا هي العضو الوحيد في جسم الإنسان القادر على صنع وتكوين معدن الزنك.

ومن المكونات الأخرى المميزة لإفراز البروستاتا نذكر منها على سبيل المثال لا الحصر :

1. حامض الستريك.
2. انزيم الفوسفاتاز الحمضي
3. البروستاجلاندين

وفيما يلي نوضح ببعض الشرح هذه المكونات :

1- حامض الستريك

حامض الستريك لا ينتج ولا يصنع إلا في غدة البروستاتا، ومن الطريف أن الكلب هو الحيوان الثديي الوحيد الذي تصنع البروستاتا فيه حامض الستريك.

2- الفوسفاتاز الحمضي

الفوسفاتاز الحمضي يتم إفرازه بشكل رئيسي داخل غدة البروستاتا غير أن بعض أعضاء الجسم الأخرى مثل الكبد تستطيع إنتاجه وتصنيعه بنسب ضئيلة جداً، وعلى هذا الأساس نشأت فكرة أن قياس انزيم الفوسفاتاز الحمضي بالدم يعتبر من أهم التحليلات المعملية التي تشير إلى وجود نشاط غير طبيعي داخل البروستاتا مثلما يحدث في حالات الأورام الخبيئة حيث ترتفع نسبته في الدم إلى أرقام كبيرة جداً.

3- البروستاجلاندين

تم اكتشاف هذه المجموعة المتجانسة من المواد الكيماوية العضوية في إفراز البروستاتا لأول مرة في بداية الثلاثينات من هذا القرن، وبالرغم من وجود هذه المواد في معظم الأنسجة البشرية وسوائلها الحيوية إلا أن سائل البروستاتا لا يزال هو أغنى الأنسجة البشرية وأكثرها إفرازاً للبروستاجلاندين.

دور مركب البروستاجلاندين يكمن في العملية الجنسية وعلى الأخص في عملية الإخصاب سواء بالنسبة للرجل أو المرأة، والثابت علمياً أن البروستاجلاندين يقوم بدور أساسي في عملية انتقال الحيوانات المنوية من الخصيتين إلى الحبل المنوي، وكذلك له دور هام في عملية الانتصاب والقذف وذلك عن طريق تأثيرها المنشط للعضلات القابضة والأوعية الدموية التي تغذي الأعضاء الجنسية.

وكما أن دور البروستاجلاندين هام وحيوي للغاية في العملية الجنسية والاخصاب بالنسبة للرجل فإن دورها عند المرأة لا يقل أهمية عن ذلك؛ لأنها تلعب دور هام وأساسي في عملية إخصاب البويضة، فهي التي تساعد على حركة الحيوانات المنوية داخل المهبل والرحم وقناة فالوب بعد تدفق المني داخل المهبل في نهاية العملية الجنسية، ولهذا السبب نجد أن نسبة البروستاجلاندينات منخفضة جداً بل تكاد تنعدم في السائل المنوي عند الرجال الذين يعانون من العقم، وقد ثبت علمياً أن بعض الأدوية والعقاقير التي يتناولها مريض الروماتيزم مثل الاسبرين والاندوميزاسين لها تأثير معاكس للبروستاجلاندين داخل الجسم البشري، ولذلك أنصح المرضى الذين يُعالَجون من العقم أن يمتنعوا تماما عن تناول مثل هذه الأدوية.